وقال الطِّيْبِي: الظاهر من الأعراض الأخلاق النفسانية.
(كان ذلك) بيانٌ لقوله: (صدق)، لكن الإشارة إن كانت لقوله:(ليبلِّغ)، فهو أمر، والتصديق إنما يكون للخبر، إلا أن تكون الرواية:(ليبلَّغ) بفتح اللام، والرفع، فيبقى خبرًا، أو أن الأمر معناه الخبر، وأن المراد الإخبار بأنَّه سيقَع التبليغ، فتصح الإشارة إليه، ويحتمل أن الإشارة إلى ما في آخر الحديث من قوله:(عَسَى أنْ يُبلِّغ مَن هو أَوْعَى منه)، أو إلى قوله:(ألا هل بلغت)، أي: وقع التبليغ كما في قوله: {قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ}[الكهف: ٧٨].
(ألا هل بلغت) بالتخفيف في (ألا)، أي: ألا يا قوم، هل بلَّغتُ؟ أي: امتثلت قوله تعالى: {بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ}[المائدة: ٦٧].
(مرتين) متعلِّقٌ بـ (قال) مقدَّرةٍ، أي: قال - صلى الله عليه وسلم - ذلك مرتين، وإنما لم يجعل تتمة (قال) المذكورة، ويكون:(وكان محمد ...) إلى آخره، جملةً معترضةً = لئلا يلزم أنْ يكون مجموع هذا الكلام مقولًا مرتين، ولم يثبت ذلك.
وفي الحديث بيان حرمة القتل، والغَصْب، ونحوه، والغِيبة، وفيه تكرار الكلام للتوكيد.
وسبق بيان أمورٍ أُخرى في الحديث في الباب المذكور.
قال (ط): لما أخذ الله تعالى الميثاق على أنبيائه بتبليغ دينه لأُممهم، وجعل العلماء ورثة الأنبياء، وجب عليهم التبليغ والنَّشر، حتى يظهر الدِّين على جميع الأديان، وكان في زمنه فرض عين،