فقد وقع بعده الفتن، وفتحت الخزائن من فارس والروم وغيرهما.
(أيقظوا) -بفتح الهمزة- أي: نبِّهوا.
(صواحب) مفعولُه، وهو جمع صاحبة، والمراد أزواجه، ويجوز كسر همزة:(أيقظوا)، أو نصب: صواحب على النداء لو رُوي كذلك، كذا قال (ك)، وفيه نظرٌ؛ لأن النِّسوة لا يُخاطبن إلا بالنون.
(رب) للتكثير، وإن كان أصلها للتقليل، وهي مُتعلِّقةٌ وجوبًا بفعل ماضٍ متأخرٍ، أي: عرفتها، أو نحو ذلك.
(عارية) قال (ع): أكثر الروايات بخفضه صفة لمجرور (ربَّ).
وقال غيره: الأَولى رفعه خبر مبتدأ مضمر، أي: هي عاريةٌ.
وقال السُّهَيْلي: الأحسن عند سِيْبَوَيْهِ الخفض؛ لأن (ربَّ) عنده حرف جرٍّ لها الصدر، ويجوز الرفع، وتكون الجملة نعتًا لمجرور (ربَّ).
قال: واختيارُ الكسائيِّ أن (ربَّ) اسمٌ مبتدأٌ، والمرفوع خبرها، وإليه كان يذهب شيخنا ابن الطَّرَاوة، والمراد: لابساتٌ رقيق الثياب التي لا تمنع لون البشرة، معاقَباتٌ في الآخرة بفضيحة التعرِّي، وأنَّ لابسات الثياب النفيسة في الدنيا عاريةٌ في الآخرة، أو أن لابستها في غير بيتها، أو لغير زوجها عاريةٌ في الآخرة من الثواب، أو غير ذلك، فندبهنَّ بذلك إلى الصدقة، وترك السَّرَف، وأخذ أقلِّ الكفاية، والتصدُّق بما سواه.
وقال الطِّيْبِي: هذا بيان موجب الاستيقاظ، أي: لا ينبغي لهن