٤٥٠٠ - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُنِيرٍ، سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ بَكْرٍ السَّهْمِيَّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنسٍ: أَنَّ الرُّبَيِّعَ عَمَّتَهُ كسَرَتْ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ، فَطَلَبُوا إِلَيْهَا الْعَفْوَ فَأَبَوْا، فَعَرَضُوا الأَرْشَ فَأَبَوْا، فَأَتَوْا رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبَوْا إلا الْقِصَاصَ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالْقِصَاصِ، فَقَالَ أَنسُ بْنُ النَّضْرِ: يَا رَسُولَ اللهِ! أتُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ؟ لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ! لَا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يَا أَنسُ! كتابُ اللهِ الْقِصَاصُ". فَرَضِيَ الْقَوْمُ فَعَفَوْا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ".
الثاني:
(كسرت) محمولٌ على القَلْع، أو كان الكَسْر مَضبُوطًا، فإنَّ الكَسْر غير المَضبوط لا قِصَاصَ فيه.
(لا والذي بعثك بالحق) ليس للإنْكار، بل للاستِشفاع برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم، أو أنَّ ذلك كان قبْل أن يَعرف أن كتاب الله القِصاصُ على التَّعيين، فظنَّ التخيير بين القصاص والدية.
وقد سبَق في (باب: الصُّلْح في الدِّيَة).
(لأبرّه)؛ أي: جعلَه بارًّا في قسَمه، وفعَلَ ما أرادَه.