إذا تشهَّد بذلك، ومات قبل أن يتمكن من العمَل، حرَّمه الله على النار، أو هو لمن قالَها توبةً وندَمًا، ومات عليها، أو أنَّ ذلك معارَضٌ بنُصوص عذاب العصاة.
وقال (ط): معناه: حرَّم الله خُلوده في النار؛ لحديث:"أَخرِجُوا من النَّار مَن في قَلْبه مِثْقالُ حَبَّةٍ من إيمانٍ".
وفيه جواز تخصيص ذي الضبط والفهم بالمعنى اللَّطيف من العِلم دون من يُخاف عليه لقُصور فهمه.
قال (ك): وفيه جواز ركوب اثنين على دابةٍ، وبيان منزلة مُعاذ، وتكرار الكلام، والاستِفسار من الإمام.
واعلم أن هذا يدلُّ على تخصيص واحدٍ، فكيف يُطابق الترجمة مطابقة؟
وجوابه: أنَّه في المعنى لا فرقَ؛ إذ إنَّ أنَسًا سمع أيضًا، والطائفة تكون من اثنين، أو أنَّ مُعاذًا نُزِّل مَنْزلة طائفةٍ، كما في:{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً}[النحل: ١٢٠]، وقد قال ابن مَسعود في قولهم: كان مُعاذ أمةً قانِتًا، كنَّا نشُبِهه بإبراهيم - عليه السلام -.
* * *
١٢٩ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا قَالَ: ذُكِرَ لِي أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِمُعَاذٍ: "مَنْ لَقِيَ اللهَ