قوله:(ولا نسمع قيلهم) هذا يَقتَضي أنَّه فصَل بين المُتعاطفَين بجُمَلٍ كثيرةٍ، وينبغي حَمل كلامه على أنَّه أرادَ تفسيرَ المَعنى، ويكون التقدير: ونعلم قيْلَه، فحذف العامِل.
وقال السَّفَاقُسي: هذا التفسير أنكره بعضهم، وقالوا: إنما يصحُّ هذا لو كانت التلاوةُ (وقِيلُهم)، المعنى: إلا مَن شَهِد بالحقِّ، وقال قبلَه:{وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ}[الزخرف: ٨٨] على الإنْكار.
(مقرنين: مطيقين)؛ أي: بالقاف، وقيل: ضابِطِين.
(يعشى: يعمى) قال الشَفَاقُسي: يَجب أن تكُون القراءةُ عليه بفتح الشِّين.
قال (ش): وكذا قال ابن قُتَيبة، فإنَّه حكَى قول أبي عُبَيدة على قِراءة الضمِّ: أنه تُظلِم عَينه (١)، قال: وقال الفَرَّاء: يُعرِضُ عنه، ومن قرأ:(يَعشَ) بنصب الشين أراد: يَعمَى عنه.
قال: ولا أَرى القول إلا قَول أبي عُبَيدة، ولم أَرَ أَحدًا يُجيزُ: عَشَوتُ عن الشَّيء: أَعرضْتُ عنه، إنما قال: تعاشَيْتُ عن كذا: تغافَلتُ عنه كأني لم أَرَهُ، ومثله: تَعامَيْت.
ورجَّح غيرُه قَولَ أبي عُبَيدة بأنَّه إنما يقال: عَشِي: إذا مَشَى ببصرٍ ضعيفٍ، ونظيره: عَرِجَ مَشَى مِشْيةَ الأعرج، وعَرِج إذا صار أَعرَج، فكذلك يُقال: عَشي يَعشَى إذا عَمِيَ.
(١) في الأصل: "تكلم عقبه"، والمثبت من "التنقيح" للزركشي (٢/ ٩٨٦).