كلامٌ نفسانيٌّ، والأَفْعل قد يُضاف إلى غير جِنْسه، أو يعني: أنَّ الظنَّ أكثَره كذبٌ، أو أن المَظنونات يقَع الكَذِب فيها أكثَر من المَجزُومات.
وقال (ح): هو تحقيقُ الظنِّ دُون ما يَهجس في النَّفْس، فإنَّ ذلك لا يُملَك، أي: المُحرَّم من الظنّ ما يَصبِرُ صاحبُه عليه، وَيستمرُّ في قَلْبه دُون ما يَعرِضُ، ولا يَستقرُّ.
والقَصْد أنَّ الظنَّ يهجُم بصاحبه على الكَذِب إذا قال على ظنِّه ما لم يتيقَّنْه، فيقَع الخبَر عنه حينئذٍ كَذِبًا، يعني: أن الظنَّ قَلبيًّا أكثَر الكَذِب.
(ولا تجسسوا) بالجيم.
(ولا تحسسوا) بالمهملة، قيل: هما بمعنًى، وهو طلَب معرفةِ الأَخْبار، والأَحوال الغائِبَة.
وقيل: بالجيم: البَحثُ عن العَورات، وبالحاء: الاستِماع،
(حتى يترك أو ينكح) الغاية في هذا على معنى أنَّه إذا نكَح امتنَعَت الخِطْبة لمعنًى آخَر، فهي مُنتفيةٌ مُطلَقًا، فهو كقوله: في {يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ}[الأعراف: ٤٠].
ووقْت امتِناع الخِطْبة على خِطْبته إذا ركَنَ كلٌّ منهما إلى صاحبِه، وأَرادَ العَقْدَ، وقبْلَه لا يَدخُل في النَّهي.