لطُوله وكثْرته إنْ بَدأْتُه لم أَقْدِر على تَمامه، وإليه ذَهب ابن السِّكِّيْت.
وقال غيره: الهاء عائدةٌ على الزَّوج، وكأنَّها خَشِيتْ فِراقَه إنْ ذكَرتْه، أي: أخافُ أن يُطلِّقني، وتكون (لا) زائدةً، و (أَذَرَه) بمعنى: أُفارِقَه.
قال (ك): وتأْويل ثالثٌ: أنَّ معناه: إنِّي أخافُ أن أُثْبت خبَره؛ إذ عدَم التَّرك هو الإثْبات والتَّبيين.
(عُجَرَه وبُجَرَه) بضم المهملة في الأُولى، والموحَّدة في الثانية، وفتح الجيم فيهما، والراء والمَدِّ: عُيوبَه، أي: الكُلَّ، وقيل: العُجْرة: نَفْخة في الظَّهر، والبُجرة: نَفْخةٌ في السُّرَّة.
لا يُقال: خالفتْ عهدَها، وهو عدَم الكِتْمان؛ لأنَّها قد ذكَرتْ أنه صاحِب عُيوب، وأنها تَخاف أنْ يُطلِّقها، وأيضًا، فلا مَحذورَ في ذلك؛ لأنهنَّ لم يَثبُتْ إسلامهنَ حتى يجبَ عليهنَّ الوَفاء بالعُهود.
(الثالثة) قال (ك): اسمها حُبَّى، وهي بِنْت كَعْب اليَمَاني.
(العَشَنّق) بفتح المهملة، والمُعجمة، والنون المشدَّدة، وبقافٍ، ويقال: بطاءٍ بدلَها أيضًا، وهو الطَّويل، أي أنه طَويلٌ بلا طائلٍ، فإنْ ذكَرتُ عُيوبَه طلَّقني، وإنْ سكَتُّ عنه علَّقني، فتَركَني لا عَزْباءَ ولا مُتزوِّجة كما قال تعالى:{فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ}[النساء: ١٢٩]، وقيل: يحتمل مِن عِلاقة الحُبِّ، ولذلك كَرهتْ النُّطق لئلا يُفارِق، أي: فله مَنْظَرٌ بلا مَخبَر، والطُّولُ في الغالب دليلُ السَّفَه، وعُلِّل ذلك ببُعد