وقال (خ): هو نصلٌ عريضٌ له ثقلٌ ورزانةٌ إذا وقع بالصيد مِن قِبَلِ حدِّه فجرحُه ذَكَاةٌ، وهو معنى (فخَرَقَ)، وإن أصاب بعَرضِه فهو وَقِيذٌ، لأن عَرضَه لا يسلك إلى داخله، وإنما يَقتلُه بثقله ورزانته، وقيل: خشبةٌ ثقيلة أو غصنٌ غليظٌ في طرفِها حديدةٌ؛ قال القُرْطُبي: إنه المشهور.
(غيره)؛ أي: كلبًا لم يُرسِلْه مَن هو أهلُه، لأن الصيدَ على الحظر، فلا يُؤكَلُ إلا بيقينِ وقوعِ الذَّكاة على الشرط الذي أباحتْه الشريعةُ.
(اسم الله) أجمعوا على التسمية عند الإرسال على الصيد وعند الذبح، فقال مالك وأبو حنيفة: هي واجبةٌ، فإنْ تركَها عمدًا حَرُمَ الذبحُ، وقال الشافعي: سُنَّة، فلو تركَها عمدًا أو سَهوًا لم يَحرُمْ، وهذا الحديثُ مُعارَضٌ بحديث عائشةَ رضي الله عنها:(أن قومًا قالوا: إن قومًا يأتوننا باللحم لا ندري: أذُكر اسمُ الله عليه أم لا؟ فقال: سَمُّوا أنتم وكُلُوا)؛ فهو محمولٌ على الاستحباب، وأما آية:{وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ}[الأنعام: ١٢١]، فلا يدلُّ على مطلوبهم؛ فإنه مُقيَّدٌ بقوله:{وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ}[الأنعام: ١٢١]، وهو مُفسَّرٌ بما أُهِلَّ به لغير الله، ومعناها: لا تأكلُوا مما لم يُذكَرِ اسمُ الله عليه، وقد ذُكِرَ اسمُ غيرِ الله