أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْج النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"الَّذِي يَشْرَبُ في إِنَاءِ الْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ في بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ".
الثاني:
(يُجَرجِر) بجيمَينِ وراءٍ مُكرَّرةٍ.
قال (ن): المشهورُ في النار النصب، والشارب الفاعل، والنار المشروب، ويقال: جَرجَرَ فلانٌ الماءَ: إذا جَرَعه جرعًا بصوتٍ، أي: كأنما يجرع نارَ جهنم، وأما الرفعُ فمجازٌ؛ لأن نارَ جهنم لا تجرجَر في جوفه حقيقةً، والجَرجَرَةُ صوتُ البعير عند الضمير، ولكنه جعلَ صوتَ جرع الإنسان للماء في هذه الأواني كجَرجَرَةِ نارِ جهنمَ في بطنِه، وحاصلُه: أنَّ مَن نَصبَ فعلى جعل الجرجرة بمعنى الصبِّ، أي: إنما يَصبُّ في جوفه نارَ جهنم، ومَن رَفعَ فالجَرجَرَةُ الصوتُ، وفي رواية لمسلم:(يُجرجِرُ في بطنه نارًا من نار جهنم)، وهي تقوي روايةَ النصب، وقال ابن السّيد: مَن رَفعَ فعلى أنه خبر (إن)، و (ما) بمعنى الذي، فتُكتَب منفصلةً، ومَن نَصبَ جَعلَ (ما) صلةً لـ (إن)، وهي التي تَكفُّ (إنَّ) عن العمل، ونَصبَ النارَ بـ (يجرجر)، نحوَ قوله تعالى:{إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ}[طه: ٦٩] , بنصب الكيد ورفعه.
قال (ك): ويُحتمَل أن يُحمَل على الحقيقة؛ فإن الله على كلِّ شيءٍ قديرٌ.