للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٦٧٢ - حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى خَبَّابٍ نعودُهُ، وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعَ كيَّاتٍ، فَقَالَ: إِنَّ أَصْحَابَنَا الَّذِينَ سَلَفُوا مَضَوْا، وَلَمْ تنقُصْهُمُ الدُّنْيَا، وإنَّا أَصَبْنَا مَا لَا نَجدُ لَهُ مَوْضِعًا إِلَّا التُّرَابَ، وَلَوْلَا أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ، ثُمَّ أتيْنَاهُ مَرَّةً أُخْرَى وَهْوَ يَبْني حَائِطًا لَهُ فَقَالَ: إِنَّ الْمُسْلِمَ يُوجَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ يُنْفِقُهُ إِلَّا فِي شَيْء يَجْعَلُهُ فِي هَذَا التُّرَابِ.

الثاني:

(اكتوى)؛ أي: في بطنه، وأما ما ورد من النهي عن الكَيِّ فذاك لمن يعتقد أن الشفاءَ مِن الكَيِّ، أما لمن يعتقد أن اللهَ هو الشافي فلا بأسَ به، أو ذاك للقادر على مداواة أُخرى فاستَعجلَ، ولم يَجعلْه آخرَ الدواء.

(ولم تَنقُصْهم الدنيا)؛ أي: لم تَجعَلْهم من أصحاب النقصان لاشتغالهم بها، حتى يلزمَ من ذلك تركُ اشتغالِهم بالآخرة.

قال الشاعر:

ما استَكمَلَ المَرءُ مِن أَطرَافِهِ طَرَفًا ... إلا تَخَرَّمَهُ النُّقْصَان مِن طَرَفِ

(لدَعَوتُ به) قال ذلك لشدة ما ابتُلي به في جسمه من المرض، ويُحتمَل أنه مِن غنًى خافَ منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>