رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الشَّيْطَانِ، يَعْنِي عَمَّارًا، أَوَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ السِّوَاكِ وَالْوِسَادِ؟ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ، كَيْفَ كَانَ عَبْدُ اللهِ يَقْرَأُ:{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} , قَالَ:{والذكر والأنثى} , فَقَالَ: مَا زَالَ هَؤُلَاءِ حَتَّى كَادُوا يُشَكِّكُونِي، وَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني:
(جليسًا) منونٌ للتعظيم.
(صاحب السر)؛ أي: سر النفاق، وهو أنه - صلى الله عليه وسلم - ذكر أسماء المنافقين له، وَعيَّنَهم، وخَصَّصَه بهذه المنقبة؛ إذ لم يُطْلِع عليه أحدًا غيره.
(والوساد) المشهور بدله: السِّواد -بكسر المهملة-؛ أي: السرار، وهو المساررة، وسبق الحديث في (المناقب).
(والذكر والأنثى)؛ أي: بدون لفظ: {وَمَا خَلَقَ}[الليل: ٣]، وأهلُ الشام كانوا يناظرونه على القراءة المشهورة المتواترة، وهي:{وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى}[الليل: ٣]، ويشككونه في قراءته الشاذة، وكان ابن مسعود موافقًا لأبي الدرداء فيها.
واعلم أن مناسبة ذكر السريرِ والوسادةِ لـ (كتابِ الاستئذان): أن في دخول المنزل بالاستئذان ذكر ذلك تبعًا لما يتعلق بالمنزل ويلابسه.