الصَّلَاةِ، فتَشَهَّدَ وَأثنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ، فَمَا بَالُ الْعَامِلِ نستعمِلُهُ، فَيَأتِينَا فَيقولُ: هذَا مِنْ عَمَلِكُمْ، وَهذَا أُهْدِيَ لِي؟ أفلَا قَعَدَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَنَظَرَ هلْ يُهْدَى لَهُ أَمْ لَا؟ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحمَدٍ بِيَدِهِ لَا يَغُلُّ أَحَدكم مِنْها شَيْئًا، إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى عُنُقِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا جَاءَ بِهِ لَهُ رُغَاءٌ، وإنْ كَانَتْ بقرَةً جَاءَ بِها لَها خُوَارٌ، وإنْ كَانَتْ شَاةً جَاءَ بِها تَيْعَرُ، فَقَدْ بَلَّغْت"، فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: ثُمَّ رَفَعَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدَهُ حَتَّى إِنَّا لننْظُرُ إِلَى عُفْرَةِ إِبْطَيْهِ، قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: وَقَد سَمِعَ ذَلِكَ مَعِي زيدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَلُوهُ.
الثامن:
(عاملًا) هو عبد الله بن اللُّتْبِيّة -بضم [اللام وسكون] المثناة وكسر الموحدة وشدة الياء-.
(يغل)؛ أي: يخون.
(رغاء)؛ أي: صوت.
(تَيْعِر) بكسر المهملة، وقيل بالفتح، واليُعَار: صوت الشاة.
(بَلَّغت)؛ أي: حكم الله إليكم.
(عُفْرة) بضم المهملة وسكون الفاء؛ أي: بياض فيه شيء كلون الأرض.
وفيه: أن هديّة العامل مردودة إلى بيت المال، وسبق في (الهبة)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute