(حتى يسمع) مقتضى القياس: حتى لا يسمع؛ لكنه غايةٌ للمنهيِّ، لا للنهي، والقصدُ: أن يكونَ بتوسُّط، لا إفراطٍ ولا تفريطٍ، وكذلك في أحكام الشريعة، فلا يكون في صفاته تعالى مشبِّهًا، ولا معطِّلًا، وفي أفعاله: لا جبريًّا، ولا قدريًّا، وفي المعادِ: لا مُرْجِئًا، ولا وَعيديًّا؛ بل بينَ الخوفِ والرجاءِ، وفي الإمامةِ: لا خارجِيًّا ولا رافضيًّا؛ بل سُنِّيًّا، وفي المال: لا مسرِفًا ولا مُقَتِّرًا، وهكذا.
(حتى تأخذوا) قال أبو ذر: فيه تقديمٌ وتأخير؛ أي: أسمعهم حتى يأخذوا عنكَ القرآن، ولا تجهر به.