للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الخامس:

(أتقاهم) قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: ١٣].

(معادن)؛ أي: أُصولها؛ لما فيها من الاستِمدادات المتفاوتة، فمنها قابلٌ لفَيض الله على مَراتب المَعدِنيَّات، وما ليس بقابلٍ.

وشبَّههم بالمعادن لأنهم أَوعيةٌ للعُلوم، كما أنَّ المعادِن أوعيةٌ للجَواهر النَّفيسة.

(إذا فقهوا) قال أبو البَقاء: الجيِّد ضمُّ القاف، مِن فَقُه يَفقَهُ، صارَ فَقيهًا، لا (فَقِه) بمعنى: فَهِمَ -بالكسر- كما في: {لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} [النساء: ٧٨]، وهو متعدٍّ بخلاف الصَّوم فإنه لازمٌ.

فإن قيل: لِمَ قيَّد به، وكلُّ مَن أسلَم وكان شَريفًا في الجاهلية كان خيرًا ممن لا شرَف له؟ قيل: ليس كذلك؛ فإنَّ الوَضيع العالم خيرٌ من الشَّريف الجاهِل، كما قال:

والعِلْمُ يَرْفَعُ كلَّ مَن لم يُرْفعِ

* * *

٣٣٥٤ - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا إِسمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا سَمُرَةُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أتانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، فَأتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ طَوِيلٍ، لَا أكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولًا، وَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ - صلى الله عليه وسلم -".