(إذا فقهوا) قال أبو البَقاء: الجيِّد ضمُّ القاف، مِن فَقُه يَفقَهُ، صارَ فَقيهًا، لا (فَقِه) بمعنى: فَهِمَ -بالكسر- كما في:{لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا}[النساء: ٧٨]، وهو متعدٍّ بخلاف الصَّوم فإنه لازمٌ.
فإن قيل: لِمَ قيَّد به، وكلُّ مَن أسلَم وكان شَريفًا في الجاهلية كان خيرًا ممن لا شرَف له؟ قيل: ليس كذلك؛ فإنَّ الوَضيع العالم خيرٌ من الشَّريف الجاهِل، كما قال:
والعِلْمُ يَرْفَعُ كلَّ مَن لم يُرْفعِ
* * *
٣٣٥٤ - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا إِسمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا سَمُرَةُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أتانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، فَأتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ طَوِيلٍ، لَا أكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولًا، وَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ - صلى الله عليه وسلم -".