وَلرَسُولهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَهاجَرْتَ الْهِجْرتيْنِ، وَصَحِبْتَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَرَأَيْتَ هديَهُ، وَقَد أكثَرَ النَّاسُ فِي شَأْنِ الْوَليدِ، قَالَ: أدركتَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ قُلْتُ: لَا، وَلَكِنْ خَلَصَ إِلَيَّ مِنْ عِلْمِهِ مَا يَخْلُصُ إِلَى الْعَذْرَاءِ فِي سِتْرِها، قَالَ: أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ الله بَعَثَ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - بِالْحَقِّ، فَكُنْتُ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِلَّهِ وَلرَسُولِهِ، وَآمَنْتُ بِمَا بُعِثَ بِهِ، وَهاجَرْتُ الْهِجْرتيْنِ كَمَا قُلْتَ، وَصَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَبَايَعْتُهُ، فَوَاللهِ مَا عَصَيْتُهُ وَلَا غَشَشْتُهُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ، ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ مِثْلُهُ، ثُمَّ عُمَرُ مِثْلُهُ، ثُمَّ اسْتُخْلِفْتُ، أفلَيْسَ لِي مِنَ الْحَقِّ مِثْلُ الَّذِي لَهُم؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَمَا هذِهِ الأَحَادِيثُ الَّتِي تَبْلُغُنِي عَنْكُمْ، أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ شَأْنِ الْوَليدِ، فَسَنأخُذُ فِيهِ بِالْحَقِّ إِنْ شَاءَ اللهُ، ثُمَّ دَعَا عَلِيًّا فَأَمَرَهُ أَنْ يَجْلِدَهُ فَجَلَدَهُ ثَمَانِينَ.
الثالث:
(الوَليد) بفتح الواو: ابن عقبة بن أبي مُعَيط، أخو عُثمان لأُمِّه.
(منك)، أي: أعوذ بالله منك.
(الهجرتين)؛ أي: إلى الحبشة، ثم إلى المدينة.
(هديه) بفتح الهاء: أي: طريقته.
(لا)؛ أي: ما رأيته، أي: أدرك زمانه ولم يره.
(العذراء)؛ أي: البكر، ووجه الشبه: بيان حال وصول علم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه كما وصل علم الشريعة إليها وهي من وراء الحجاب،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute