للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أي: يوصلوه إليه بطريق الأولى.

(ما غَشَشته) بفتح الشين، وقصة الوليد: أن عُثمان ولاه الكوفة بعد أن عزل عنها سعد بن أبي وقاص، فصلى الوليد بأهل الكوفة صلاة الصبح أربع ركعات، ثم التفت إليهم وقال: أزيدكم؟ وكان سكران، فقدم على عثمان رجلان فشهدا عليه بشرب الخمر، وأنه صلى الغداة أربعًا، ثم قال: أزيدكم؟ قال أحدهما: رأيته يشرب الخمر، وقال آخر: رأيته يتقيؤها، فقال عثمان: إنه لم يتقيَّئها حتى شربها، فقال لِعَليٍّ: أقم عليه الحد، فقال عليٌّ لابن أخيه عبد الله بن جعفر: أقم أنت عليه، فأخذ السوط فجلده، وعليٌّ يَعدُّ، فلما بلغ أربعين، قال عليٌّ: أمسك، هذا هو المشهور، وهو رواية مسلم، وفيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جلد أربعين، وجلد أبو بكر أربعين، وجلد عُمر ثمانين، وكلٌّ سنة، وقد أعاده البخاري في (هجرة الحبشة) بعد ذلك على الصواب من حديث مَعْمَر عن الزُّهْرِي، وقال فيه: (فجلد الوليد أربعين)، فقوله في هذا الباب: (فجلده ثمانين) على خلاف المشهور أنَّ غير عليّ هو الذي جلد، وأن الجلد أربعون، فلعله ثبت عنده ذلك، أو تجوَّز الراوي فيه باعتبار أن عليًّا عَدَّ، أو أنه أمر به.

كما قال ابن عبد البر في "الاستيعاب": وأما الثمانون، فلعل السوط له طرفان، فجعل كل طرف ضربة.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>