ولذا حَمَّل ابن حزم السياق الأول لمحمد بن عبد الرحمن يتيم عروة، بينما رأى ابن حجر في «فتح الباري» أن البخاري يُقَدِّم رواية أبي الأسود على رواية صفية بنت شيبة.
والثاني: أن عائشة ﵂ حاضت، فلم تَطُف بالبيت حتى يوم عرفة، فقال لها النبي:«دعي عمرتكِ» فلم تَتم لها العمرة، فاعتمرت بعد الحج من التنعيم، كما في روايتَي البخاري (٣١٦) ومسلم (١٢١١).
• تنبيه: في «المُحَلَّى بالآثار»(٥/ ٩٥): قوله فيه: «ثم أهللنا من العشي بالحج» وهذا باطل بلا خلاف؛ لأن عائشة أم المؤمنين وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وابن عباس، كلهم رووا أن الإحلال كان يوم دخولهم مكة مع النبي ﷺ وأن إهلالهم بالحج كان يوم التروية - وهو يوم مِنى - وبَيْن يوم إحلالهم ويوم إهلالهم ثلاثة أيام بلا شك؛ لأن رسول الله ﷺ دخل مكة في حجة الوداع صبح رابعة من ذي الحجة، والأحاديث في ذلك مشهورة، قد ذكرناها في كتبنا، وذَكَرها الناس وكل مَنْ جَمَع في المُسْنَد؛ فظهر عوار رواية أبي الأسود.
الباحث/ محمد بن سيد بن عبد الغني الفيومي. بتاريخ (٧) شعبان (١٤٤٢ هـ) المُوافِق (٢٠/ ٣/ ٢٠٢١ م).