للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا دُعِيَ الرَّجُل فجاء، هل يَستأذن؟

قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النور: ٢٧]

قال أبو داود في «سُننه» رقم (٥١٩٠): حَدَّثَنا حسين بن معاذ بن خُلَيْف، حَدَّثَنا عبد الأعلى، حَدَّثَنا سعيد، عن قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، أن رسول الله قال: «إذا دُعي أحدكم إلى طعام، فجاء مع الرسول، فإن ذلك له إِذْن».

تابع عبدَ الأعلى رَوْحٌ، كما في «مسند إسحاق» (١٧)، وغيره. وعبد الوهاب، كما في «مشكل الآثار» (١٥٨٧) وغيره.

وخالفهم شُعيب بن إسحاق، فأَدْخَل خِلَاسًا (١) بين قتادة وأبي رافع، أخرجه الطبراني في «الأوسط» (٦٦٣٠).

ورواية الجماعة أرجح بإسقاط (خلاس) وقال أبو داود: قتادة لم يَسمع من أبي رافع. وقال ابن حجر في «تهذيب التهذيب» (٨/ ٣٥٤): كأنه يعني حديثًا مخصوصًا، وإلا ففي «صحيح البخاري» تصريح بالسماع منه (٢).


(١) خلاس بِكَسْر أَوله وَتَخْفِيف اللَّام.
(٢) أحد طرق حديث: «إن رحمتي غَلَبَتْ غضبي» أخرجه البخاري (٧٥٥٤): حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي غَالِبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، أَنَّ أَبَا رَافِعٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الخَلْقَ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي. فَهُوَ مَكْتُوبٌ عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ».
لكن أفاد الباحث أحمد بكري أن أكثر الطرق (حَدَّث) بدل (حَدَّثه).
وقال ابن رجب في «شرح علل الترمذي» (٢/ ٧٨٨): قال أبو بكر الأثرم في كتاب «الناسخ والمنسوخ»: كان التيمي من الثقات، ولكن كان لا يقوم بحديث قتادة.
وقال أيضًا: لم يكن التيمي من الحُفاظ، من أصحاب قتادة. وذَكَر له أحاديث وهم فيها عن قتادة.
وذَكَر أحاديث منتقدة، ومنها هذا الخبر «إن الله كَتَب كتابًا فهو عنده: إن رحمتي سَبَقَتْ غضبي».
وكان شُعبة يُنْكِر سماع قتادة من أبي رافع. وقال أحمد: لم يَسمع قتادة من أبي رافع. نَقَله عنه الأثرم.

<<  <  ج: ص:  >  >>