للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استحباب طلب العفو بعد التمكن من القِصَاص

سَبَق في «سلسلة الفوائد» (٥/ ١٠٦) ما أخرجه مسلم رقم (١٦٨٠): من طريق سِمَاك بن حرب، أَنَّ عَلْقَمَةَ بْنَ وَائِلٍ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، قَالَ: إِنِّي لَقَاعِدٌ مَعَ النَّبِيِّ ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ يَقُودُ آخَرَ بِنِسْعَةٍ (١)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا قَتَلَ أَخِي!

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : «أَقَتَلْتَهُ؟» - فَقَالَ: إِنَّهُ لَوْ لَمْ يَعْتَرِفْ أَقَمْتُ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةَ - قَالَ: نَعَمْ، قَتَلْتُهُ.

قَالَ: «كَيْفَ قَتَلْتَهُ؟».

قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَهُوَ نَخْتَبِطُ مِنْ شَجَرَةٍ، فَسَبَّنِي فَأَغْضَبَنِي، فَضَرَبْتُهُ بِالْفَأْسِ عَلَى قَرْنِهِ، فَقَتَلْتُهُ.

فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ : «هَلْ لَكَ مِنْ شَيْءٍ تُؤَدِّيهِ عَنْ نَفْسِكَ؟».

قَالَ: مَا لِي مَالٌ إِلَّا كِسَائِي وَفَأْسِي.

قَالَ: «فَتَرَى قَوْمَكَ يَشْتَرُونَكَ؟».

قَالَ: أَنَا أَهْوَنُ عَلَى قَوْمِي مِنْ ذَاكَ.


(١) أي بحبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>