كتاب سلسلة الفوائد الحديثية والفقهية

كتاب الأطعمة - أكل لحوم الخيل - ج: 4 - ص: 236

[أكل لحوم الخيل]

• ورد في الباب عموم قوله تعالى في مقام الامتنان: ﴿وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: ٨] (١).

---

(١) قال الطبري في «تفسيره» (١٤/ ١٧٣ (حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ: ثنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مَوْلَى نَافِعِ بْنِ عَلْقَمَةَ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ " كَانَ يَكْرَهُ لُحُومَ الْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالْحَمِيرِ، وَكَانَ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ ﴿وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ [النحل: ٥] فَهَذِهِ لِلْأَكْلِ، ﴿وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: ٨] فَهَذِهِ لِلرُّكُوبِ "وابن أبي ليلي ضعيف.
ورواه أبو إسحاق عن رجل عن ابن عباس به. أخرجه الطبري وفي سنده ابن حميد ضعيف.
ورواه عكرمة عن ابن عباس وفي سنده أبو حنيفة مع إمامته فهو ضعيف في الحديث. أخرجه أبو يوسف في «الآثار» (١٠٥١).
ورواه مولى نافع بن علقمة عن ابن عباس ﴿أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (٢٤٣٢٠) والطبري في «تفسيره» (١٤/ ١٧٣) ولفظه: مَوْلَى نَافِعِ بْنِ عَلْقَمَةَ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ " كَانَ يَكْرَهُ لُحُومَ الْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالْحَمِيرِ، وَكَانَ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ: ﴿وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ [النحل: ٥] فَهَذِهِ لِلْأَكْلِ، ﴿وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا﴾ [النحل: ٨] فَهَذِهِ لِلرُّكُوبِ".
الخلاصة: كتب شيخنا مع الباحث/ سيد البدوي بتاريخ ١٩ ربيع الآخر ١٤٤٣ موافق ٢٤/ ١١/ ٢٠٢١ م: الوارد عن ابن عباس لا يصح من هذه الوجوه التي أوردها.
وقال الطبري في «تفسيره» (١٤/ ١٧٥ (: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: ثنا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: " لُحُومُ الْخَيْلِ حَرَامٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ﴾ [النحل: ٥] إِلَى قَوْلِهِ: ﴿لِتَرْكَبُوهَا﴾ [النحل: ٨] ". ا هـ. وعلته ابن أبي غنية.
وقال الطبري: وَكَانَ جَمَاعَةٌ غَيْرُهُمْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يُخَالِفُونَهُمْ فِي هَذَا التَّأْوِيلِ، وَيَرَوْنَ أَنَّ ذَلِكَ غَيْرُ دَالٍّ عَلَى تَحْرِيمِ شَيْءٍ، وَأَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ إِنَّمَا عَرَّفَ عِبَادَهُ بِهَذِهِ الْآيَةِ وَسَائِرِ مَا فِي أَوَائِلِ هَذِهِ السُّورَةِ نِعَمَهُ عَلَيْهِمْ، وَنَبَّهَهُمْ بِهِ عَلَى حُجَجِهِ عَلَيْهِمْ، وَأَدِلَّتِهِ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ، وَخَطَأِ فِعْلِ مَنْ يُشْرِكُ بِهِ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ.