للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الإسراء]

قال تعالى: ﴿وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ﴾ [الإسراء: ١٣].

قال ابن وهب في «جامعه» رقم (٦٢٩): أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «كُلُّ عَبْدٍ طَائِرُهُ فِي عُنُقِهِ».

وتابع ابنَ وهب جماعةٌ:

١ - حسن بن موسى الأشيب، أخرجه أحمد (١٤٢٨١) ولفظه: «طَيْرُ كُلِّ عَبْدٍ فِي عُنُقِهِ».

٢ - موسى بن داود الضَّبِّيّ، أخرجه أحمد (١٤٣٥١).

٣ - قُتيبة بن سعيد، أخرجه أحمد (١٤٤٦٤) ولفظه: «طَائِرُ كُلِّ إِنْسَانٍ فِي عُنُقِهِ» قال ابن لَهيعة: يعني الطِّيَرة.

وخالف ابنَ لَهِيعة الجماعةُ الأثبات:

١ - أبو خيثمة زهير، أخرجه مسلم (٢٢٢٢) وأحمد (١٤٣٤٩)، ولفظه: «لا عدوى ولا طِيَرة ولا غُول (١)».


(١) قوله: «لا غُول»: قَالَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ: كَانَتِ الْعَرَبُ تَزْعُمُ أَنَّ الغِيلَانَ فِي الْفَلَوَاتِ، وَهِيَ جِنْسٌ مِنَ الشَّيَاطِينِ، فَتَتَرَاءَى لِلنَّاسِ وَتَتَغَوَّلُ تَغَوُّلًا، أَيْ: تَتَلَوَّنُ تَلَوُّنًا فَتُضِلُّهُمْ عَنِ الطَّرِيقِ فَتُهْلِكُهُمْ، فَأَبْطَلَ النَّبِيُّ ذَاكَ.
وَقَالَ آخَرُونَ: لَيْسَ الْمُرَادُ بِالحَدِيثِ نَفْيُ وُجُودِ الغُولِ، وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ إِبْطَالُ مَا تَزْعُمُهُ الْعَرَبُ مِنْ تَلَوُّنِ الْغُولِ بِالصُّوَرِ الْمُخْتَلِفَةِ وَاغْتِيَالِهَا. قَالُوا: وَمَعْنَى «لا غَوْل» أي: لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُضِلَّ أَحَدًا. انظر: «شرح مسلم» (١٤/ ٢١٧) للنووي.

<<  <  ج: ص:  >  >>