الأول: ما أخرجه خليفة بن خياط في «تاريخه»(ص: ٢١٣):
حَدَّثَنا وهب بن جرير بن حازم قال: حَدَّثَني أبي قال: نا النُّعمان بن راشد، عن الزُّهْرِيّ، عن ذَكْوَان مولى عائشة قال: لما أَجْمَعَ معاوية أن يُبايِع لابنه يَزيد، حج فقَدِمَ مكة في نحو من ألف رجل، فلما دنا من المدينة خرج ابن عمر وابن الزبير وعبد الرحمن بن أبي بكر، فلما قدم معاوية المدينة صَعِد المِنبر فحَمِد اللَّه وأثنى عليه، ثم ذَكَر ابنَه يَزيد فقال: مَنْ أَحَقُّ بهذا الأمر منه؟
ثم ارتحل فقدم مكة فقضى طوافه ودخل منزله، فبَعَث إلى ابن عمر، فتَشَهَّدَ وقال: أما بعد يا ابن عمر، فإنك قد كنتَ تُحدِّثني أنك لا تُحِب أن تبيت ليلة سَوْدَاء ليس عليك أمِير، وإني أُحذِّرك أن تَشق عصا المسلمين وأن تَسعى في فساد ذات بينهم. فلما سكت تَكلَّم ابن عمر، فحَمِد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد فإنه قد كانت قبلك خلفاء لهم أبناء، ليس ابنك بخير من أبنائهم، فلم يَروا في أبنائهم ما رأيتَ أنت في ابنك، ولكنهم اختاروا للمسلمين حيث عَلِمُوا الخِيَار. وإنك تُحذِّرني أن أَشق عصا المسلمين وأن أسعى في فساد ذات بينهم، ولم أكن لأفعل، إنما أنا رجل من المسلمين، فإذا اجتمعوا على أمر فإنما أنا رجل منهم. فقال: يرحمك اللَّه.