للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمحة عن «شرح السُّنة» للإمام البَرْبَهاريّ (ت: ٣٢٩ هـ)

«شرح السُّنة» للبَرْبَهاري من المتون النافعة، لكن من أشد ما فيه قوله في الفقرة رقم (١٠٤):

«فرَحِم الله عبدًا ورحم والديه قرأ هذا الكتاب، وبَثَّه وعَمِل به، ودعا إليه واحتج به؛ فإنه دِين الله ودِين رسول الله ، فإنه مَنْ انتَحَل شيئًا خلاف ما في هذا الكتاب، فإنه ليس يَدين الله بدين، وقد رده كله. كما لو أن عبدًا آمن بجميع ما قال الله ﷿، إلا أنه شك في حرف، فقد رد جميع ما قال الله وهو كافر … ».

غَفَر الله للمؤلف، فكيف يُسَوِّي بين كتابه وكتاب الله في القَبول والرد، وكُلٌّ يؤخذ من قوله ويُرَدّ إلا رسول الله .

وكيف يقول هذا وفي الكتاب أشياء ليست عليها أدلة صحيحة؟!

١ - منها: الاستثناء في قوله في الفقرة (١٧) ط/ دار المنهاج: (لكل نبي حوض إلا صالحًا؛ فإن حوضه ضَرْع ناقته).

و «ضَرْع ناقته» لا يصح فيه خبر، فقد أورد فيه العُقيلي في «الضعفاء الكبير» (٣٥٥٥) حديثًا موضوعًا: «حوضي أَشْرَب منه يوم القيامة ومَن اتبعني من الأنبياء، ويَبعث الله ناقة ثَمُود لصالح، فيَحتلبها، فيَشربها والذين آمنوا معه، حتى تُوافي بِها المَوقِف معه، ولها رُغَاء … » وحَكَم عليه ابن الجوزي وابن حجر بالوضع.

<<  <  ج: ص:  >  >>