للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرجم مُجمَع عليه

قال النَّسائي في «السنن الكبرى» رقم (٧٣١٨): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: قَدْ خَشِيتُ أَنْ يَطُولَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ حَتَّى يَقُولَ قَائِلٌ: مَا نَجِدُ الرَّجْمَ فِي كِتَابِ اللهِ! فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللهُ، أَلا وَإِنَّ الرَّجْمَ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَا إِذَا أَحْصَنَ، وَكَانَتِ البَيِّنَةُ أَوْ كَانَ الحَبَلُ أَوِ الاِعْتِرَافُ. وَقَدْ قَرَأْنَاهَا: (الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا البَتَّةَ) وَقَدْ رَجَمَ رَسُولُ اللهِ ، وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ.

رواه أكثر الرواة عن ابن عيينة، وكذلك عن الزهري، دون: «الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا البَتَّةَ» وفي البخاري رقم (٦٨٣٠) ومسلم رقم (١٦٩١) وفيه: «فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةُ الرَّجْمِ».

وحَمَّل النَّسائي في «السنن الكبرى» (٩/ ١٥٣) الوهم لسفيان، حيث قال عقبها: لَا أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا ذَكَرَ فِي هَذَا الحَدِيثِ: «الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ فَارْجُمُوهُمَا البَتَّةَ» غَيْرَ سُفيانَ، وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ وَهِمَ، وَاللهُ أَعْلَمُ.

وأوردها البيهقي من حديث عمر وأُبَيّ وزيد ، ثم قال في «السنن الكبرى» (١٧/ ١٥٠): فِي هَذَا وَمَا قَبْلَهُ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ آيَةَ الرَّجْمِ حُكْمُهَا ثَابِتٌ وَتِلَاوَتُهَا مَنْسُوخَةٌ، وَهَذَا مِمَّا لَا أَعْلَمُ فِيهِ خِلَافًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>