للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلُونِي، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ» (١).

وتَأَمَّلْ نداءات الرحمن على عباده في وقت السَّحَر، وكذلك ما الذي يأخذه ويحوزه أدنى أهل الجنة منزلة؟!

• ثانيًا: أثر اسم الله الواسع على سلوكك فليُرى.

يُرَى ذلك في علمك، وأخلاقك، وتعاملاتك، واعتقاداتك، ونياتك، ومواساتك للفقيرات المتزوجات والمطلقات، ولقد قالت الملائكة في قصص أبينا آدم : ﴿سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ [البقرة: ٣٢]

• ثالثًا: اسم الله الواسع علاج لأزماتك المادية، بل علاج لأزمة الخَلْق جميعًا.

فوَسِّع نيتك وطلباتك في دعواتك، وتَأَمَّلِ الحديث القدسي: «أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ» فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ﴾ [السجدة] (٢).

ومهما أثنى المثنون عليه -تعالى-، فلا يحيطون بسَعة الثناء عليه، وفي الحديث الذي سبق: «لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» وفي قوله في حديث الشفاعة العظمى: «ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ، وَحُسْنِ


(١) أخرجه مسلم (٢٥٧٧) من حديث أبي ذر .
(٢) أخرجه البخاري (٣٢٤٤)، ومسلم (٢٨٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>