وعلته الانقطاع بين مصعب بن سعد ومعاذ، فقد قال أبو حاتم كما في «جامع التحصيل»(ص: ٢٨٠): لم يَسمع من معاذ بن جبل ﵄.
* ثانيًا- نُقل الإجماع على أن رؤيا الأنبياء وحي:
قال ابن عبد البر في «الاستذكار»(٢٧/ ١٢٠): لا خلاف بين العلماء أن رؤيا الأنبياء وحي؛ بدليل قوله ﷿ حاكيًا عن إبراهيم وابنه - صلوات الله عليهما -: ﴿إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبتي افعل ما تؤمر﴾ [الصافات: ١٠٢] يعني ما أَمَرك الله به في منامك. وهذا واضح، والحمد لله كثيرًا.
وقال ابن القيم في «مَدارج السالكين»(١/ ٥١): رؤيا الأنبياء وحي، فإنها معصومة من الشيطان، وهذا باتفاق الأمة؛ ولهذا أَقْدَمَ الخليل على ذبح ابنه إسماعيل ﵉ بالرؤيا.
وقال ابن أبي يعلى في «طبقات الحنابلة»(١/ ٣٣): وقد كانت الرؤيا من الأنبياء ﵈ وحيًا، فأي جاهل أجهل ممن يَطعن في الرؤيا ويَزعم أنها ليست بشيء؟
* ثالثًا- قوله ﷺ:«إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ يُمْضِهِ» هل هو على التحقق أو التردد؟
والجواب من وجوه:
١ - نُقل الإجماع سابقًا على أن رؤيا الأنبياء وحي.
٢ - ورد هذا الأسلوب في الوحيين بما يكون ظاهره التردد، وحقيقته