للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كتاب التوحيد]

[(أسماء الله الحسنى)]

[هل أسماء الله الحسنى محصورة بعدد؟]

• أسماء الله ليست محصورة بعدد عند الجمهور.

وأَصْرَحُ دليل لهم: حديث ابن مسعود ، وفيه: «أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتُهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتُهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجَلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ غَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللهُ هَمَّهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا» وعِلته أبو سلمة الجُهَني.

ولهم دليلان محتملان:

أ - قوله : «لا أُحصِي ثناء عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك» (١).

ب - قوله في حديث الشفاعة العظمى: «ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا، لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي» (٢).

ج - ولهم توجيه لقوله : «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ» (٣) خلافًا لابن حزم (٤).


(١) أخرجه مسلم رقم (٤٨٦).
(٢) أخرجه البخاري (٧٤١٠) ومسلم (١٩٣) من حديث أنس ، واللفظ للبخاري، ونحوه من حديث أبي هريرة ، أخرجه البخاري رقم (٤٧١٢) ومسلم رقم (١٩٤).
(٣) صحيح: رواه جماعة عن أبي هريرة :
١ - هَمَّام بن مُنَبِّه، أخرجه مسلم (٢٦٧٧) وأحمد (٧٦٢٣) وغيرهما، وفيه: (أحصاها) (إن الله وتر يحب الوتر).
٢ - محمد بن سيرين، أخرجه مَعْمَر في «جامعه» (١٩٦٥٦) وأحمد (١٠٤٨١) وغيرهما، وعند أحمد: (أحصاها كلها).
٣ - أبو سلمة، أخرجه إسماعيل بن جعفر في «حديثه» (١٦٨).
٤ - أبو رافع، أخرجه الترمذي (٣٥٠٦) وفيه: (أحصاها).
٥ - عبد الرحمن بن هُرْمُز الأعرج وأبو الزناد، وعنه جمهور الرواة - شُعيب بن أبي حمزة، أخرجه البخاري (٢٧٣٦) ومحمد بن عجلان، أخرجه أبو عَوَانة (١١٧٧٩) ومالك بن أنس وابن أبي الزناد، أخرجه أبو عَوَانة (١١٧٨٠) - بلفظ: «أحصاها».
وخالفهم ابن عُيينة واختُلف عليه: فابن أبي عمر عنه، كما عند مسلم كرواية الجماعة: «أحصاها» والأكثر عنه - وهم عمرو الناقد وزهير بن حرب والحُميدي -: «حَفِظها» وعلي بن المديني، كما عند البخاري (٦٤١٠) بلفظ: «لا يَحفظها أحد».
والخلاصة: أن لفظة: «أحصاها» هي الصحيحة، ولفظة: «حَفِظها» وهم أو رُويت بالمعنى من ابن عيينة ، ومن عاداته أنه إذا نَصَّ أو أَكَّد تجد مشكلة إسنادية أو متنية غالبًا، وهذا مثال حيث قال: (حفظناه من أبي الزناد) فضلًا عن الاختلاف عليه في اللفظ.
وكَتَب شيخنا معي بتاريخ السبت (١١ صفر ١٤٤٣ هـ) الموافق (١٨/ ٩/ ٢٠٢١ م): الأشهر لفظة: «مَنْ أحصاها».
(٤) ففي «المُحَلَّى» (١/ ٣٠): وقد صح أنها تسعة وتسعون اسمًا فقط، ولا يَحِلّ لاحد أن يجيز أن يكون له اسم زائد؛ لأنه قال: «مِائة غير واحد» فلو جاز أن يكون له تعالى اسم زائد، لكانت مِائة اسم، ولو كان هذا لكان قوله : «مِائة غير واحد» كذبًا، ومَن أجاز هذا فهو كافر.

<<  <  ج: ص:  >  >>