(٢) تَفرُّد مثل هذا العبدي المجهول الحال، الذي لم يشتهر من أمره ما يوجب قَبول أحاديثه وخبره عن عبد الله بن عمر العُمَري، المشهور بسوء الحفظ وشدة الغفلة، عن نافع عن ابن عمر بهذا الخبر، من بين سائر أصحاب نافع الحُفاظ الثقات الأثبات، مثل يحيى بن سعيد الأنصاري، وأيوب السَّختياني، وعبد الله بن عون، وصالح بن كَيْسان وإسماعيل بن أمية القرشي، وابن جُرَيْح، والأوزاعي، وموسى بن عقبة، وابن أبي ذئب، ومالك بن أنس، والليث بن سعد … وغيرهم من العَالِمين بحديثه الضابطين لرواياته المعتنين بأخباره الملازمين له - من أقوى الحُجج وأَبْيَن الأدلة وأوضح البراهين على ضعف ما تفرد به وإنكاره ورَدِّه وعدم قَبوله. وهل يَشُك في هذا مَنْ شم رائحة الحديث، أو كان عنده أدنى بصر به؟! انظر: «الصارم المُنْكِي في الرد على السُّبْكِي» (ص: ٢٢). (٣) وبعد ذكره ترجمة عبد الله العمري قال في «الصارم المُنْكِي في الرد على السُّبْكِي» (ص: ٢٧): فإذا كانت هذه حال عبد الله بن عمر العمري عند أهل هذا الشأن، والراوي عنه مثل موسى بن هلال المُنْكَر الحديث، فهل يَشُك مَنْ له أدنى علم في ضعف ما تفرد به ورَدِّه؟! وهل يَجوز أن يقال فيما روياه من حديثٍ مُنفردَين به أنه حسن أو صحيح؟! وهل يقول هذا إلا رجل لا يَدري ما يقول؟!