كَتَب الوليد إلى عمر (١) وهو على المدينة-: أن يَضرب خُبَيْب بن عبد الله بن الزبير، فضَرَبه أسواطًا، وأقامه في البرد، فمات.
قلت (الذهبي): كان عمر إذا أثنوا عليه، قال: فمَن لي بخُبَيْب- رحمهما الله-؟
قلت: قد كان هذا الرجل حَسَن الخَلْق والخُلُق، كامل العقل، حَسَن السمت، جيد السياسة، حريصًا على العدل بكل ممكن، وافر العلم، فقيه النفس، ظاهر الذكاء والفَهْم، أواهًا، منيبًا، قانتًا لله، حنيفًا، زاهدًا مع الخلافة، ناطقًا بالحق مع قلة المُعِين، وكثرة الأمراء الظَّلَمة الذين مَلُّوه وكرهوا مُحاقَقته لهم، ونَقْصه أُعطياتهم، وأَخْذه كثيرًا مما في أيديهم مما أخذوه بغير حق، فما زالوا به حتى سَقَوْه السم، فحَصَلَتْ له الشهادة والسعادة، وعُدَّ عند أهل العلم من الخلفاء الراشدين والعلماء العاملين.