للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صور من اجتهاد عبد الله بن عمر

في مطلق الائتساء

١ - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَقْبَلَ يَوْمَ الفَتْحِ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ، عَلَى رَاحِلَتِهِ، مُرْدِفًا أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَمَعَهُ بِلَالٌ، وَمَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ مِنَ الحَجَبَةِ، حَتَّى أَنَاخَ فِي المَسْجِدِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَ بِمِفْتَاحِ البَيْتِ، فَفَتَحَ وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ، وَمَعَهُ أُسَامَةُ وَبِلَالٌ وَعُثْمَانُ، فَمَكَثَ فِيهَا نَهَارًا طَوِيلًا، ثُمَّ خَرَجَ. فَاسْتَبَقَ النَّاسُ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ، فَوَجَدَ بِلَالًا وَرَاءَ البَابِ قَائِمًا، فَسَأَلَهُ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ؟ فَأَشَارَ لَهُ إِلَى المَكَانِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ (١). قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ: كَمْ صَلَّى مِنْ سَجْدَةٍ (٢).

٢ - عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءٍ كُلَّ سَبْتٍ (٣)، مَاشِيًا وَرَاكِبًا. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَفْعَلُهُ (٤).


(١) فيه فضيلة ابن عمر لشدة حرصه على تتبع آثار النبي ؛ ليَعمل بها. قاله ابن حجر في «فتح الباري» (٣/ ٤٦٦).
(٢) أخرجه البخاري (٢٩٨٨) ومسلم (١٣٢٩).
(٣) روى الحديث عن ابن عمر جماعة:
١ - نافع ولم يَروِ لفظة «السبت» مرفوعة، إنما جاءت موقوفة في البخاري.
٢ - عبد الله بن دينار، وعنه جماعة: الثوري ومالك ويحيى بن سعيد الأنصاري وسليمان بن بلال، لم يَذكروا لفظ «السبت» وخالفهم سفيان بن عيينة فتَفرَّد بذكر السبت. وتابعه عبد العزيز بن مسلم، وربما وهم.
(٤) أخرجه البخاري (١١٩٣) من طريق عبد العزيز بن مسلم، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر .
وتابعه سفيان بن عيينة، واختُلف عنه:
فرواه عنه زهير بن حرب وابن أبي عمر، كما عند مسلم (١٣٩٩) والحُميدي، في رقم «مسنده» (٦٧٣) بالموقوف مع المرفوع.
وتابعهم على الرفع أبو نُعيم كما عند البخاري (٧٣٢٦) ووكيع وعبد الرحمن كما عند أحمد (٥٢١٨) وأيضًا سليمان بن بلال رقم (٥٤٠٣).
وتابعهم متابعة قاصرة: مالك وإسماعيل بن جعفر كما عند مسلم (١٣٩٩)، والحسن بن صالح كما عند ابن حِبان (١٦٢٩) ثلاثتهم عن عبد الله بن دينار به، دون وجه الشاهد.
وتابع عبد الله بن دينار نافع مولى بن عمر، وعنه عُبيد الله كما عند البخاري (١١٩٤) ومسلم (١٣٩٩) وأيوب أيضًا عند مسلم، وعبد الله بن نافع- وهو ضعيف - ومحمد بن عجلان في وجه عنه كما عند أحمد (٦٤٣٢) والوجه الآخَر أخرجه الطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (٥٧٠٤) من طريقَي الليث بن سعد وأبي بكر بن عياش عن ابن عجلان، بالموقوف والمرفوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>