للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تعريف تدليس الشيوخ والإسناد والتسوية]

• أما تدليس الشيوخ فهو أن يَروي عن شيخ حديثًا سمعه منه، فيسميه أو يكنيه، أو ينسبه، أو يصفه بما لا يُعْرَف به، أو بما لم يشتهر به؛ كي لا يُعْرَف (١).

وأما تدليس الإسناد، فهو أن يَروي عن شيخه ما لم يسمعه منه بصيغة موهمة، كـ (قال) و (عن).

وأما تدليس التسوية، فهو أن يُسْقِط الراوي ضعيفًا بين شيخه وشيخ شيخه.

الفارق بين تدليس الإسناد وتدليس الشيوخ:

يتفقان في الإيهام، ويختلفان في أمور:


(١) مثال الأول (بما لم يُعْرَف به): ما رُوي لنا عن أبي بكر بن مجاهد الإمام المقرئ: أنه روى عن أبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني، فقال: حدثنا عبد الله بن أبي عبد الله، وروى عن أبي بكر محمد بن الحسن النقاش المُفسِّر المقرئ، فقال: (حدثنا محمد بن سند) نَسَبه إلى جد له، والله أعلم.
ومثال ما لم يشتهر به: أخبرنا علي بن أبي علي البصري. ومراده بذلك أبو القاسم علي بن أبي علي المحسن بن علي التنوخي، وأصله من البصرة، فقد ذَكَره بما يُعْرَف به ولكنه لم يشتهر بذلك، وإنما اشتهر بكنيته واشتهر أبوه باسمه، واشتهر بنسبتهما إلى القبيلة لا إلى البلد.
ولهذا نظائر، كصنيع البخاري في الذُّهْلي، فإنه تارة يسميه فقط فيقول: (حدثنا محمد بن عبد الله) فينسبه إلى جده، وتارة يقول: (حدثنا محمد بن خالد) فينسبه إلى والد جده.
وكل ذلك صحيح، إلا أن شهرته إنما هي (محمد بن يحيى الذُّهْلي) والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>