فعلى قول مَنْ يقول: (أولو الأحلام: العقلاء) يكون اللفظان بمعنى، فلما اختَلف اللفظ عُطف أحدهما على الآخر تأكيدًا. وعلى الثاني معناه: البالغون العقلاء. قال أهل اللغة: واحدة النُّهَى: نُهْيَة (بضم النون) وهي العقل، ورجل نَهٍ ونَهِيٌّ، من قوم نَهِينَ. وسُمي العقل نُهْيَة لأنه ينتهي إلى ما أُمِر به ولا يتجاوز. وقيل: لأنه يَنهى عن القبائح. قال أبو علي الفارسي: يَجوز أن يكون النُّهَي مصدرًا كالهُدَى، وأن يكون جمعًا كالظُّلَم. قال: و (النهي) في اللغة معناه الثبات والحبس، ومنه النهى والنهى (بكسر النون وفتحها)، والنهية: للمكان الذي ينتهي إليه الماء فيستنقع، قال الواحدي: فرجع القولان في اشتقاق النهية إلى قول واحد، وهو الحبس، فالنهية هي التي تنهى وتحبس عن القبائح. والله أعلم. (٢) قوله: «وإياكم وهيشات الأسواق» هي بفتح الهاء وإسكان الياء، وبالشين المعجمة، أي: اختلاطها والمنازعة والخصومات، وارتفاع الأصوات واللغط، والفتن التي فيها.