للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَنْ أحق بالوقوف خلف الإمام؟

• أخرج مسلم رقم (٤٣٢): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ، وَصَالِحُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ وَرْدَانَ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنِي خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى (١)، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - ثَلَاثًا - وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشَاتِ الْأَسْوَاقِ» (٢).


(١) قوله: «أولو الأحلام» هم العقلاء. وقيل: البالغون. وقوله: «والنُّهَى» بضم النون: العقول.
فعلى قول مَنْ يقول: (أولو الأحلام: العقلاء) يكون اللفظان بمعنى، فلما اختَلف اللفظ عُطف أحدهما على الآخر تأكيدًا. وعلى الثاني معناه: البالغون العقلاء.
قال أهل اللغة: واحدة النُّهَى: نُهْيَة (بضم النون) وهي العقل، ورجل نَهٍ ونَهِيٌّ، من قوم نَهِينَ. وسُمي العقل نُهْيَة لأنه ينتهي إلى ما أُمِر به ولا يتجاوز. وقيل: لأنه يَنهى عن القبائح.
قال أبو علي الفارسي: يَجوز أن يكون النُّهَي مصدرًا كالهُدَى، وأن يكون جمعًا كالظُّلَم. قال: و (النهي) في اللغة معناه الثبات والحبس، ومنه النهى والنهى (بكسر النون وفتحها)، والنهية: للمكان الذي ينتهي إليه الماء فيستنقع، قال الواحدي: فرجع القولان في اشتقاق النهية إلى قول واحد، وهو الحبس، فالنهية هي التي تنهى وتحبس عن القبائح. والله أعلم.
(٢) قوله: «وإياكم وهيشات الأسواق» هي بفتح الهاء وإسكان الياء، وبالشين المعجمة، أي: اختلاطها والمنازعة والخصومات، وارتفاع الأصوات واللغط، والفتن التي فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>