وفي «كشف المشكل من حديث الصحيحين» (١/ ٢٥٧): قوله: «مِنَ الْمَنّ» فيه ثلاثة أقوال: أَحدهن: مِنْ الذي أُنزلَ على بني إسرائيل. والقول الثاني: أنها مما مَنَّ الله ﷿ به من غير بذر ولا تعب، كما مَنَّ على بني إسرائيل بالمن. والثالث: أنها مِنْ المَنّ الذي يَسقط على الشجر في بعض البلاد، يُشْبِه طعمه طعم العَسَل فيُجْمَع، وهو معروف من نبات الأرض، والعرب تسميه (جدري الأرض) فسَمَّاه الشارع مَنًّا، أي: طعامًا بغير عمل. (٢) قال الغافقي في «المفردات» كما في «فتح الباري» (١٠/ ١٦٥): ماء الكمأة أصلح الأدوية للعين، إذا عُجن به الإثمد واكتُحل به فإنه يقوي الجفن ويَزيد الرُّوح الباصرحِدة وقوة، ويَدفع عنها النوازل. وقال النووي: الصواب أن ماءها شفاء للعين مطلقًا، فيُعْصَر ماؤها ويُجْعَل في العين منه. قال: وقد رأيتُ أنا وغيري في زماننا مَنْ كان عمي وذهب بصره حقيقة، فكَحَل عينه بماء الكمأة مجردًا، فشُفي وعاد إليه بصره، وهو الشيخ العدل الأمين الكمال بن عبد الدمشقي صاحب صلاح ورواية في الحديث، وكان استعماله لماء الكمأة اعتقادًا في الحديث وتبركًا به، فنَفَعه الله به.