للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المعونة تأتي من الله على قدر المؤونة]

قال البزار في «مسنده» رقم (٨٨٧٨): حَدَّثَنا محمد بن مسكين، قال: حَدَّثَنا يحيى، قال: حَدَّثَنا عبد العزيز عن طارق وعباد بن كثير، عن أبي الزِّنَاد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللهِ : «إن المعونة تأتي من الله على قدر المؤونة (١)، وإن الصبر يأتي من الله على قدر البلاء».

وعبد العزيز هو الدراوردي تارة بالعطف كما هنا، وأخرى جَعَل طارقًا شيخًا لعباد كما عند ابن عدي في «الكامل» (٥/ ١٨٤) وقال: طارق بن عمار يُعرَف بهذا الحديث. ونقل عن البخاري: لا يُتابَع عليه.

وله طريق آخَر عن ابن شاهين في «الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك»


(١) يريد أن العبد إذا أهمه القيام بمؤونة مَنْ تَلزمه مؤونته شرعًا، فإن كانت تلك المؤن قليلة قلل له وإن كانت كثيرة وتَحمَّلها على قدر طاقته وقام بحقها، وعاين من فنون الدنيا ما أُمر به لأجلها، أَمَده الله بمعونته ورَزَقه من حيث لا يحتسب بقدرها.
وعماد ذلك طلب المعونة من الله تعالى بصدق [و] إخلاص، فهو حينئذٍ مجاب فيما طَلَب من المعونة، فمَن كانت عليه مؤونة شيء فاستعان الله عليها، جاءته المعونة على قدر المؤونة، فلا يقع لمن اعتمد ذلك عجز عن مرام أبدًا.
وفي ذلك ندب إلى الاعتصام بحول الله وقوته، وتوجيه الرغبات إليه بالسؤال والابتهال، ونهي عن الإمساك والتقتير على العيال. كما في «فيض القدير» (٢/ ٣٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>