للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كتاب المزارعة]

الترغيب في زراعة النخل (١)

• عَنْ جَابِر بْن عَبْدِ اللهِ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ عَلَى أُمِّ مَعْبَدٍ حَائِطًا، فَقَالَ: «يَا أُمَّ مَعْبَدٍ، مَنْ غَرَسَ هَذَا النَّخْلَ؟ أَمُسْلِمٌ أَمْ كَافِرٌ؟» فَقَالَتْ: بَلْ مُسْلِمٌ. قَالَ: «فَلَا يَغْرِسُ الْمُسْلِمُ غَرْسًا، فَيَأْكُلَ مِنْهُ إِنْسَانٌ وَلَا دَابَّةٌ، وَلَا طَيْرٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَةً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» (٢).

وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : «إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ، فَلْيَغْرِسْهَا» (٣).


(١) النَّخْلُ: اسم جمع، الواحدة "نَخْلَةٌ" وكل جمع بينه وبين واحده الهاء، قال ابن السكيت: فأهل الحجاز يؤنثون أكثره فيقولون هي التمر وهي البر وهي النخل وهي البقر، وأهل نجد وتميم يذكرون فيقولون "نَخْلٌ" كريم وكريمة وكرائم، وفي التنزيل: ﴿نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ﴾ و ﴿نَخْلٍ خَاوِيَةٍ﴾، وأما "النَّخِيلُ" بالياء فمؤنّثة، قال أبو حاتم: لا اختلاف في ذلك. كما في «المصباح المنير» (ص: ٣٠٧).
(٢) أخرجه مسلم (٣٩٧١).
(٣) إسناده حسن: أخرجه أحمد (١٢٩٨١) والطيالسي (٢١٨١) والبخاري في «الأدب المفرد» (٤٧٩) وعبد بن حُميد في «المُنتخَب» (١٢١٤) من طرق عن حماد بن سلمة، عن هشام بن زيد، عن أنس ، به.
وتابع حمادًا شعبة، أخرجه ابن الأعرابي في «معجمه» (١٧٩) وابن عَدِيّ في «الكامل» (٥/ ٣٨).
وفي إسناد ابن عَدِيّ: عمر بن حبيب، متهم بالكذب. وشيخ ابن الأعرابي محمد بن منظور بن منقذ - لم أقف له على ترجمة. وقال: وهذا من حديث شعبة عن هشام بن زيد، لا يرويه غير عمر بن حبيب، وهذا الحديث معروف بحماد بن سلمة عن هشام بن زيد.
وهشام بن زيد بن أنس بن مالك الأنصاري روى عنه جماعة، ووثقه ابن مَعِين وابن حِبان. وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
وسماع هشام من جده منصوص عليه في «الصحيحين» في أحاديث أُخَر عند البخاري رقم (٣٧٨٦) ورقم (٥٥١٣) و (٦٣٧٨) و (٦٩٢٦) وعند مسلم رقم (١٩٥٦، ٢١١٩، ٢٥٠٩).
ورواية شُعبة بن الحَجاج عن هشام في المواطن السابقة بالسماع.
وثَم مواطن أُخَر بالعنعنة أجاب عنها المُعَلِّمي اليماني في غمز الكوثري في عنعنة هشام عن جده، فقال في «التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل» (٢/ ٨٥١): هشام غير مدلس، وسماعه من جده أنس ثابت، ومع ذلك فالراوي عنه شعبة، ومن عادته التحفظ من رواية ما يخشى فيه التدليس، وحديثه في «الصحيحين» ومن عادتهما التحرز عما يخشى فيه التدليس، فسماع هشام لهذا الحديث من جده أنس بن مالك - ثابت على كل حال.

<<  <  ج: ص:  >  >>