وأجيب بأنها سيقت في مقام الامتنان فتعم، أو المراد بالعام هنا: ما كان شاملًا لِما ذُكِر بعده. «فتح الباري» (٨/ ٦٢٣) لابن حجر. (٢) قال الأزهري في «تهذيب اللغة» (١٥/ ١٥٦): إنّ الله ﷿ قَالَ: ﴿تُكَذِّبَانِ (٦٧) فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ﴾ ثمَّ قَالَ: ﴿وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ﴾، دل بالواو أن النخل والرمان غير الفاكهة؛ لأن الواو تَعطف جملة على جملة. قلت: وهذا جَهْل بكلام العرب، والواو دخلت للاختصاص، وإن عُطِف بها. والعرب تَذكر الشيءَ جملةً ثم تَختص من الجملة شيئًا؛ تفضيلًا له وتنبيهاً على ما فيه من الفضيلة، وهو من الجملة. ومنه قول الله ﷿: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾ [البقرة: ٢٣٨] فقد أَمَرهم بالصلوات جملة، ثم أَعاد الوسطى تخصيصاً لها بالتشديد والتأكيد. وكذلك أعاد النخل والرمان ترغيباً لأهل الجنة فيهما؟ ومِن هذا قوله ﷿: ﴿مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ﴾ [البقرة: ٩٨] فقد عُلِم أن جبريل وميكال دَخَلا في الجملة، وأُعيد ذكرهما دلالة على فضلهما وقربهما مِنْ خالقهما.