للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أدوات التحمل]

• هل قول البخاري عن مشايخه (قال لي) تُحْمَل على الاتصال أو التعليق؟

الظاهر على الاتصال، ففي البخاري (٢٧٨٠): وَقَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي القَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَهْمٍ مَعَ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ وَعَدِيِّ بْنِ بَدَّاءٍ، فَمَاتَ السَّهْمِيُّ بِأَرْضٍ لَيْسَ بِهَا مُسْلِمٌ، فَلَمَّا قَدِمَا بِتَرِكَتِهِ، فَقَدُوا جَامًا مِنْ فِضَّةٍ مُخَوَّصًا مِنْ ذَهَبٍ، فَأَحْلَفَهُمَا رَسُولُ اللهِ ، ثُمَّ وُجِدَ الجَامُ بِمَكَّةَ، فَقَالُوا: ابْتَعْنَاهُ مِنْ تَمِيمٍ وَعَدِيٍّ، فَقَامَ رَجُلَانِ مِنْ أَوْلِيَاءِ السَّهْمِيِّ، فَحَلَفَا: لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا، وَإِنَّ الجَامَ لِصَاحِبِهِمْ. قَالَ: وَفِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ﴾.

وقال ابن حجر في «فتح الباري» (٥/ ٤١٠): قوله: (وقال لي علي بن عبد الله) أي: ابن المديني، كذا لأبي ذر والأكثر، وفي رواية النَّسَفي: (وقال علي) بحذف المُحاوَرة. وكذا جَزَم به أبو نُعيم، لكن أخرجه المُصنِّف في «التاريخ» فقال: (حدثنا علي بن المديني) وهذا مما يقوي ما قررتُه غير مرة، مِنْ أنه يُعبِّر بقوله: (وقال لي) في الأحاديث التي سَمِعها، لكن حيث يكون في إسنادها عنده نظر، أو حيث تكون موقوفة. وأما مَنْ زَعَم أنه يُعَبِّر بها فيما أخذه في المذاكرة أو بالمناولة، فليس عليه دليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>