له حديث آخَر في «مسلم» رقم (٤/ ٢٠٧٣) ورقم (٣٤ - (٢٦٩٧): حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ - يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ - حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُعَلِّمُ مَنْ أَسْلَمَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي». وأضاف الحافظ المِزي حديثين آخرَين في الكتب الستة، هما: حديث القنوت، وحديث «مَنْ رآني في المنام فقد رآني». قال العُقيلي في «الضعفاء» (٣/ ١٠) عقب رواية القنوت: لا يُتابَع عليه، وإنما أنكر سماعه من النبي ﷺ، لما حكى أبو الوليد. والصحيح عندنا أن النبي ﷺ قَنَت ثم تَرَك، وهذا يَذكر أن النبي ﷺ لم يَقنت. وقال الخطيب: في صحبته نظر. بينما قال الحافظ ابن حجر في «الإصابة في تمييز الصحابة» (٣/ ٤١٢): وأَغْرَب الخطيب فقال في كتاب «القنوت»: في صحبته نظر، وما أدري أيّ نظر فيه بعد هذا التصريح؟! ولعله رأى ما أخرجه ابن مَنْدَه من طريق أبي الوليد عن القاسم بن معن، قال: سألتُ آل أبي مالك الأشجعي، أَسَمِع أبوهم من النبي ﷺ؟ قالوا: لا. وهذا نَفْي يُقَدَّم عليه مَنْ أثبت. ويحتمل أنه عنى بقوله: (أبوهم) أبا مالك، وهو كذلك لا صحبة له، إنما الصحبة لابنه. واللَّه أعلم.