قَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ يَسْأَلُ أَهْلَ الْكِتَابِ. قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ أَبِي بَكْرٍ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنْ مجاهدا يحدث عن صحيفة جابر. (٢) قاله ابن عبد البر: في «التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد» (٧/ ١٥٧): اختلف على مجاهد في تفسير الشفاعة فقال كرواية الجماعة. والآخر: يوسع له على العرش فيجلسه معه. وهذا قول مخالف للجماعة من الصحابة ومن بعدهم فالذي عليه العلماء في تأويل هذه الآية أن المقام المحمود الشفاعة. ومجاهد وإن كان أحد المقدمين في العلم بتأويل القرآن فإن له قولين في تأويل اثنين هما مهجوران عند العلماء مرغوب عنهما: أحدهما: ما جاء عنه في قول الله ﷿ وجوه: ﴿يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ﴾ [القيامة: ٢٢] قال حسنة إلى ربها ناظرة قال تنظر الثواب. والآخر: قوله في قول الله ﷿: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ﴾ … [القيامة: ٢٣] قال مجاهد: يوسع له على العرش فيجلسه معه. - وقال أيضًا في «التمهيد» (١٢/ ٢٦٠): وقد كان مجاهد ينكر حديث رَسُول اللَّهِ ﷺ: «الرَّاكِبُ شَيْطَانٌ، وَالرَّاكِبَانِ شَيْطَانَانِ، وَالثَّلَاثَةُ رَكْبٌ» مرفوعا ويجعله قول عمر ولا وجه لقول مجاهد؛ لأن الثقات رووه مرفوعا. ثم ساق ابن عبد البر في «التمهيد» (١٢/ ٢٦١) من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قيل له أن النبي ﷺ قال الواحد في السفر شيطان والاثنان شيطانان قال لا لم يقله النبي ﷺ قد بعث النبي ﷺ عبد الله بن مسعود وخباب بن الأرت سرية وبعث دحية سرية وحده ولكن قال عمر يحتاط للمسلمين كونوا في أسفاركم ثلاثة إن مات واحد وليه اثنان الواحد شيطان والاثنان شيطانان.