للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كتاب القضاء]

[التذكير بين يدي القضاء]

قال ابن أبي شيبة في «مصنفه» رقم (٢٢٩٧٤) (١): حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: جَاءَ رَجُلَانِ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ يَخْتَصِمَانِ فِي مَوَارِيثَ بَيْنَهُمَا قَدْ دَرَسَتْ، لَيْسَ لَهُمَا بَيِّنَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، وَإِنَّمَا أَقْضِي بَيْنَكُمْ عَلَى نَحْوٍ مِمَّا أَسْمَعُ مِنْكُمْ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ بِشَيْءٍ فَلَا يَأْخُذْهُ؛ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ بِهِ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ، يَأْتِي بِهَا إِسْطَامًا (٢) فِي عُنُقِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» قَالَتْ: فَبَكَى الرَّجُلَانِ، وَقَالَ كُلٌّ مِنْهُمَا: حَقِّي لِأَخِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «أَمَّا إِذْ فَعَلْتُمَا فَاذْهَبَا وَاقْتَسِمَا، وَتَوَخَّيَا الْحَقَّ، ثُمَّ لِيَحْلِلْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا صَاحِبَهُ».

تابع وكيعًا جماعة -زيد بن الحباب كما عند أبي يعلى (٧٠٢٧) وسفيان


(١) أخرجه إسحاق في «مسنده» (١٨٢٣).
(٢) في «مجمع بحار الأنوار» (٣/ ٦٩): فإنما أقطع له «سطامًا» من النار، ويروى: أسطامًا، وهما حديدة تحرك بها النار وتسعر، أي أقطع له ما تسعر به النار على نفسه، أو أقطع له نارًا مسعرة، وتقديره ذات سطام، ويقال لحد السيف: سطام وسطم. ومنه: العرب «سطام» الناس، أي هم في شوكتهم وحدتهم كالحد من السيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>