قال ابن أبي الدنيا في «ذم الملاهي»(ص ٦٤) رقم (٦٧): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي رَوْحٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:«أَخْبَثُ الْكَسْبِ كَسْبُ الزَّمَّارَةِ».
وهذا وإن كان ظاهره الحُسن إلا أنه يَرِد عليه أمور:
١ - أبو رَوح (١) ليس من أصحاب أنس المشهورين، وإن كان محتمل السماع، فممن يكنى بأبي رَوح ويَروي عن أنس يزيد بن رومان (ت/ ١٣٠) وقد وثقه ابن مَعين والنسائي وابن سعد.
٢ - أبو أسامة الراوي عنه حُدد بأنه حماد بن أسامة، من مشايخ عبد الرحمن بن صالح، لكن تُوفي أبو أسامة سنة (٢٠١) وعنده (٨٠) سنة، فيكون قد أدرك من حياة أبي رَوح تسع سنوات، فمحتمل السماع.
وكَتَب شيخنا مع الباحث منصور الشرقاوي، بتاريخ (٢٠) محرم (١٤٤٤ هـ) الموافق (١٨/ ٨/ ٢٠٢٢ م):
أولًا- تفرد ابن أبي الدنيا، ولا يتحمل التفرد.
ثانيًا- عبد الرحمن بن صالح وإن وثقه قوم لكنه رافضي.
ثالثًا- الكلام في تعيين أبي رَوح وسماعه من أنس.
(١) وهناك أبو رَوح آخَر في شيوخ أبي أسامة، اسمه النضر بن عربي، لا بأس به لكنه يَروي عن التابعين.