للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفاته -

قال الإمام مسلم في «صحيحه»، رقم (١٦٣٧): حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَمْرٌو النَّاقِدُ، وَاللَّفْظُ لِسَعِيدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ؟! ثُمَّ بَكَى حَتَّى بَلَّ دَمْعُهُ الْحَصَى، فَقُلْتُ: يَا بْنَ عَبَّاسٍ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ؟

قَالَ: اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللهِ وَجَعُهُ، فَقَالَ: «ائْتُونِي أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدِي» فَتَنَازَعُوا (١)، وَمَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ، وَقَالُوا: مَا شَأْنُهُ؟ أَهَجَرَ؟


(١) ويجاب على قول عمر في البخاري، رقم (٥٦٦٩) ومسلم رقم (١٦٣٧) «إِنَّ النَّبِيَّ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الوَجَعُ، وَعِنْدَكُمُ القُرْآنُ، حَسْبُنَا كِتَابُ اللهِ، فَاخْتَلَفَ أَهْلُ البَيْتِ» بثلاثة أجوبة:
الأول: أنه خاف المشقة على النبي .
الثاني: خاف أن يكتب أمورًا يعجِز الناس عنها، ولا يكون لهم بدّ من العمل بها؛ لأنها منصوصة.
الثالث: أنه قد يكون مجالًا للمنافقين، فيقدحون فيما كتب وهو في هذه الحالة؛ ولهذا قال، أو خاف لعل بعض المنافقين يتطرقون به إلى القذف في بعض ذلك المكتوب؛ لكونه في حال المرض، فيصير سببًا للفتنة.
انظر: «شرح صحيح البخاري» (١/ ٣٠٤ - ٣٠٥) لابن عثيمين. ط. المكتبة الإسلامية.

<<  <  ج: ص:  >  >>