للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - تدليس الشيوخ لا يُسقِط، بخلاف الإسناد فيُسْقِط.

٢ - تدليس الشيوخ لا يُغيِّر في أداة التحمل، بخلاف تدليس الإسناد فيأتي بـ (عن) أو (قال).

٣ - من حيث الحُكم: التعمية في تدليس الشيوخ أقل من تدليس الإسناد.

٤ - من حيث الغاية: تدليس الشيوخ غايته تكثير الشيوخ، بخلاف تدليس الإسناد فغايته العلو والتسوية.

فائدة: تدليس الشيوخ يكون مذمومًا بشدة إذا كان القصد منه تسمية شيخه الضعيف أو تكنيته عنه بما لا يُعْرَف به؛ ليُعمِّي أمره على الناس. وكان ممن يفعله بقية بن الوليد والوليد بن مسلم.

الفارق بين التدليس والمرسل الخفي عند المتأخرين (١):


(١) انظر: «النكت على كتاب ابن الصلاح» (ص ٤١٢ - ٤١٣) و «المرسل الخفي» (/ ٢١٦ - ٢٣١).
قال ابن حجر في «النكت على كتاب ابن الصلاح» (٢/ ٦١٥): لا غرور هنا، بل كلامهما هو الصواب على ما يَظهر لي في التفرقة بين التدليس والمرسل الخفي، وإن كانا مشتركين في الحكم. هذا ما يقتضيه النظر.
وأما كون المشهور عن أهل الحديث خلاف ما قالاه، ففيه نظر. فكلام الخطيب في باب التدليس من «الكفاية» يؤيد ما قاله ابن القطان.
قال الخطيب: التدليس متضمن الإرسال لا محالة؛ لإمساك المدلس عن ذكر الواسطة، وإنما يفارق حال المُرسَل بإيهامه السماع ممن لم يَسمعه قط، وهو الموهن لأمره، فوجب كون التدليس متضمنًا للإرسال، والإرسال لا يتضمن التدليس؛ لأنه لا يقتضي إيهام السماع ممن لم يسمعه منه. ولهذا لم يَذم العلماءُ مَنْ أَرْسَل، وذموا مَنْ دَلَّس، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>