انظر: «الصارم المُنْكِي في الرد على السُّبْكِي» (ص: ٢٤). (٢) أَعْرَفُ الناس بهذا الشأن في زمنه، وأَثبَتُهم في نافع، وأَعْمَلُهم بأخباره، وأَضْبَطُهم لحديثه، وأَشَدُّهم اعتناء بما رواه - مالك بن أنس، إمام دار الهجرة، فقد نص على كراهية قول القائل: (زرتُ قبر النبي ﷺ. ولو كان هذا اللفظ معروفًا عنده أو مشروعًا، أو مأثورًا عن النبي ﷺ، لم يَكرهه. ولو كان هذا الحديث المذكور من أحاديث نافع، التي رواها عن ابن عمر، لم يَخْفَ على مالك الذي هو أعرف الناس بحديث نافع، ولرواه عن مالك بعض أصحابه الثقات. فلما لم يَروه عنه ثقة يُحتَج به ويُعتمَد عليه، عُلِم أنه ليس من حديثه، وأنه لا أصل له، بل هو مما أدخله بعض الضعفاء المغفلين في طريقه، فرواه وحَدَّث به. انظر: «الصارم المُنْكِي في الرد على السُّبْكِي» (ص: ٢٣). (٣) فقد تَبَيَّنَ أن هذا الحديث الذي تَفرَّد به موسى بن هلال - لم يصححه أحد من الأئمة المُعتمَد على قولهم في هذا الشأن، ولا حَسَّنه أحد منهم، بل تكلموا فيه وأنكروه. حتى إن النووي ذَكَر في «شرح المهذب» أن إسناده ضعيف جدًّا. انظر: «الصارم المُنْكِي في الرد على السُّبْكِي» (ص: ٢٨).