للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قَالَ أَبُو حَاتِمٍ : فِي قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ: «اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ أَرْبَعَ عُمَرٍ، إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَبٍ» أَبْيَنُ الْبَيَانِ أَنَّ الْخَيِّرَ الْمُتْقِنَ الْفَاضِلَ قَدْ يَنْسَى بَعْضَ مَا يَسْمَعُ

مِنَ السُّنَنِ أَوْ يَشْهَدُهَا؛ لِأَنَّ الْمُصْطَفَى مَا اعْتَمَرَ إِلَّا أَرْبَعَ عُمَرٍ، الْأُولَى عُمْرَةُ الْقَضَاءِ سَنَةَ الْقَابِلِ مِنْ عَامِ الْحُدَيْبِيَةِ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي رَمَضَانَ. ثُمَّ الْعُمْرَةُ الثَّانِيَةُ حَيْثُ فَتْحَ مَكَّةَ، وَكَانَ فَتْحُ مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا قِبَلَ هَوَازِنَ، وَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ، فَلَمَّا رَجَعَ وَبَلَغَ الْجِعْرَانَةَ، قَسَّمَ الْغَنَائِمَ بِهَا وَاعْتَمَرَ مِنْهَا إِلَى مَكَّةَ، وَذَلِكَ فِي شَوَّالٍ. وَاعْتَمَرَ الْعُمْرَةَ الرَّابِعَةَ فِي حَجَّتِهِ، وَذَلِكَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ عَشْرَة (١) مِنَ الْهِجْرَةِ (٢).


(١) الذي عليه أهل اللغة أن العدد عشرة يخالف معدودة إذا كان مفردا فإذا ركب مع واد إلى تسعة وافق معدودة كقوله تعالى: ﴿إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا﴾ [يوسف: ٤] ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا﴾ [التوبة: ٣٦] ﴿فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا﴾ [البقرة: ٦٠]
ويعتذر إليه أن العدد قد تأخر عن المعدود (سَنَةَ عَشْرَة مِنَ الْهِجْرَةِ) فلعل في ذلك ما يجعل العدد موافقا لمعدودة تذكيرا وتأنيثًا. أفاده العلامة الفيومي.
(٢) «الإحسان في تقريب صحيح ابن حِبان» (٩/ ٢٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>