للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَثُلُثٌ شَرَابٌ، وَثُلُثٌ نَفَسٌ».

ورجاله ثقات، وقال البخاري في «التاريخ» (٣/ ١٧٦): سَمِع خالدٌ المِقدام. بينما رَجَّح أبو حاتم في «الجَرح والتعديل» (٣/ ٣٥١) في حديث: «كِيلُوا طَعَامَكُمْ يُبَارَكْ لَكُمْ» إثبات واسطة بين خالد والمقدام، وهي جُبَيْر بن نُفَيْر.

لكن أخرجه البخاري في «صحيحه» بدون الواسطة رقم (٢١٢٨): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الوَلِيدُ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ ، عَنِ النَّبِيِّ ، قَالَ: «كِيلُوا طَعَامَكُمْ يُبَارَكْ لَكُمْ».

• قلت (أبو أويس): وإن كان الإمام أبو حاتم اختار الواسطة في هذا الخبر، فهناك مرويات كثيرة لخالد عن المقدام .

وأيضًا: قد عُطِف في إسناد ابن أبي الدنيا السابق (حبيب بن عُبيد) على (خالد) وله مرويات كثيرة عنه، ولم أقف على أحد نفى سماعه، بل قال: أدركتُ نَيِّفًا وثمانين رجلًا من الصحابة. كما في «موسوعة أقوال الإمام أحمد بن حنبل في رجال الحديث وعلله» (١/ ٢٢٦).

• والخلاصة: إن أُعل طريق يحيى بن جابر بعدم السماع من المقدام، فقد توبع من خالد بن مَعْدان وحبيب بن عُبيد، كما عند ابن أبي الدنيا كما سبق، والبغوي في «معجمه» رقم (٢١٣٠) - أخبرنا عبد الله (١). قال: حدثنا منصور بن


(١) عبد الله عن منصور بن أبي مزاحم ثلاثة:
١ - أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي (ت/ ٣١٧) سُئل عنه الدارقطني فقال: ثقة جبل، إمام من الأئمة ثَبْت، أقل المشايخ خطأ، وكلامه في الحديث أحسن من كلام ابن صاعد.
٢ - أبو بكر عبد الله بن محمد بن عُبيد بن سفيان بن قيس، البغدادي الأموي القرشي، المعروف بـ (ابن أبي الدنيا) (ت/ ٢٨١ هـ) قال ابن أبي حاتم: كتبتُ عنه مع أبي، وهو صدوق. قال ابن الجوزي في «المنتظم» (١٢/ ٣٤١): ثقة صدوق، صَنَّف أكثر من مِئة مصنف في الزهد.
قال أبو علي صالح بن محمد الحافظ: إلا أنه كان يَسمع من إنسان يقال له: محمد بن إسحاق البلخي، وكان ذلك كذابًا يضع للكلام إسنادًا، ويَروي أحاديث مناكير.
٣ - عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، أبو عبد الرحمن البغدادي (ت/ ٢٩٠) وثقه النَّسَائي والدارقطني، وقال أبو بكر الخطيب: كان ثقة ثبتًا فهمًا.
وسبب هذه المقارنة اشتراك عبد الله البغوي وابن أبي الدنيا في رواية الخبر بالسند نفسه والطبقة، لكن يَترجح لي أنه البغوي؛ لكونه في «معجمه» وراوي المعجم يَذكر صاحب المعجم مرات، وهذا معهود في «صحيح مسلم» وغيره نبهتُ عليه في كتابي «كيف تكون محققًا؟».

<<  <  ج: ص:  >  >>