للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: الزهد عَلَى ثلاثة أوجه ترك الحرام وَهُوَ زهد العوام وَالثَّانِي ترك الفضول من الحلال وَهُوَ زهد الخواص والثالث ترك مَا يشغل العبد عَنِ اللَّه تَعَالَى وَهُوَ زهد العارفين (١).


(١) «الرسالة القشيرية» (١/ ٢٤٣) وعنها نقلها أبو يعلى كما في «الآداب الشرعية لابن مفلح» (٢/ ٢٣١).
تنبيه: تأمل استخدام ابن تيمية لمصطلح العارف بالله: ففي «مجموع الفتاوى» (١١/ ٧٧) قال: والعبد العارف بالله تتحد إرادته بإرادة الله بحيث لا يريد إلا ما يريده الله أمرا به ورضا ولا يحب إلا ما يحبه الله ولا يبغض إلا ما يبغضه الله ولا يلتفت إلى عذل العاذلين ولوم اللائمين كما قال سبحانه: ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ﴾. والكلام في مقامات العارفين طويل.
وقال في «مجموع الفتاوى» (١١/ ٦٩٦): … فإن العابد لله والعارف بالله في كل يوم بل في كل ساعة بل في كل لحظة يزداد علما بالله. وبصيرة في دينه وعبوديته بحيث يجد ذلك في طعامه وشرابه ونومه ويقظته وقوله وفعله ويرى تقصيره في حضور قلبه في المقامات العالية وإعطائها حقها فهو يحتاج إلى الاستغفار آناء الليل وأطراف النهار؛ بل هو مضطر إليه دائما في الأقوال والأحوال في الغوائب والمشاهد لما فيه من المصالح وجلب الخيرات ودفع المضرات وطلب الزيادة في القوة في الأعمال القلبية والبدنية اليقينية الإيمانية.
- واحسرتاه على فئام من الناس اسخدموا هذا المصطلح على أموات من المشايخ نرجو من الله أن يغفر لهم وأن يصرف عنهم الشركيات التي تقام حولهم من نذر وطواف وسجود وطلب وغوث واعتقاد نفع ودفع ضر.

<<  <  ج: ص:  >  >>