للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فليس معناه أنه ليس له أسماء غير هذه التسعة والتسعين.

وإنما مقصود الحديث أن هذه التسعة والتسعين مَنْ أحصاها دخل الجنة، فالمراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها لا الإخبار بحصر الأسماء؛ ولهذا جاء في الحديث الآخَر: «أسألك بكل اسم سَمَّيْتَ به نفسك أو استأثرت به في علم الغيب عندك» وقد ذَكَر الحافظ أبو بكر بن العربي المالكي عن بعضهم أنه قال: لله تعالى ألف اسم. قال ابن العربي: وهذا قليل فيها. والله أعلم.

•وقال ابن تيمية (ت/ ٧٢٨) في «دَرْء تَعارُض العقل والنقل» (٣/ ٣٣٢):

والصواب الذي عليه جمهور العلماء: أن قول النبي : «إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مَنْ أحصاها دخل الجنة» معناه أن مَنْ أَحْصَى التسعة والتسعين من أسمائه دخل الجنة، ليس مراده أنه ليس له إلا تسعة وتسعون اسمًا … فأَخْبَر أنه لا يُحصِي ثناء عليه، ولو أَحْصَى جميع أسمائه لأحصى صفاته كلها، فكان يُحصِي الثناء عليه؛ لأن صفاته إنما يُعبَّر عنها بأسمائه.

• وقال ابن حجر في «فتح الباري» (١١/ ٢٢٠):

اخْتُلِفَ فِي هَذَا الْعَدَدِ، هَلِ الْمُرَادُ بِهِ حَصْرُ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى فِي هَذِهِ الْعِدَّةِ، أَوْ أَنَّهَا أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ، وَلَكِنِ اخْتَصَّتْ هَذِهِ بِأَنَّ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ؟ فَذَهَبَ الْجُمْهُورُ إِلَى الثَّانِي وَنَقَلَ النَّوَوِيُّ اتِّفَاقَ الْعُلَمَاءِ عَلَيْهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>