للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الفَضْلِ: فَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: فَقَالَتْ جَارِيَةٌ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ: وَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، قَتَلَهُ العَبْدُ الأَسْوَدُ!

رواية البخاري محتملة، هل أَسْلَم أو لا، لكن في رواية الطيالسي في «مسنده» (١٤١٠): عن عبد العزيز بن أبي سلمة بلفظ: « .... ثُمَّ أَخَذْتُ حَرْبَتِي، مَا قَتَلْتُ أَحَدًا وَلَا قَاتَلْتُهُ، فَلَمَّا جِئْتُهُ عُتِقْتُ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ أَرَدْتُ الْهَرَبَ مِنْهُ، أُرِيدُ الشَّامَ، فَأَتَانِي رَجُلٌ فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا وَحْشِيُّ! وَاللَّهِ مَا يَأْتِي مُحَمَّدًا أَحَدٌ فَيَشْهَدُ بِشَهَادَتِهِ إِلَّا خَلَّى عَنْهُ!

فَانْطَلَقْتُ فَمَا شَعَرَ بِي إِلَّا وَأَنَا قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ، أَشْهَدُ بِشَهَادَةِ الْحَقِّ! فَقَالَ: «أَوَحْشِيٌّ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، وَحْشِيٌّ. قَالَ: «وَيْحَكَ! حَدِّثْنِي عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ!» فَأَنْشَأْتُ أُحَدِّثُهُ كَمَا حَدَّثْتُكُمَا، فَقَالَ: «وَيْحَكَ يَا وَحْشِيُّ! غَيِّبْ عَنِّي وَجْهَكَ فَلَا أَرَاكَ».

فَكُنْتُ أَتَّقِي أَنْ يَرَانِي رَسُولُ اللَّهِ ، وَقَبَضَ اللَّهُ نَبِيَّهُ ».

وتابعه مُتابَعة قاصرة محمد بن إسحاق، كما عند الطبراني في «الأوسط» و «الكبير» فتفيد أنه قال له ذلك بعد إسلامه.

• الخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث محمد بن لملوم إلى أن الأمر محتمل في رواية البخاري، وعلى فرض ثبوت إسلامه فليس هناك ما يُستنكر، ونستفيد بها في جواز فعل ذلك في بعض الخصومات.

<<  <  ج: ص:  >  >>