وعَطَف الطبراني في «المعجم الكبير» (٣٣٢٥) محمدَ بن مَخْلَد الحضرمي على عفان بن مسلم. وتابعهما أبو بكر - هو ابن أبي شيبة - أخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» (٢/ ٢٦٠)، وأبو نُعيم في «معرفة الصحابة» (٢٠٩٠) مختصرًا. وخالفهم زيد بن حُباب فزاد: «أعوذ بالله ورسوله» وقال: الحارث بن يزيد البكري. أخرجه أحمد (١٥٥٢٤)، والطبري في «تفسيره» (١٣٦٣٠)، والترمذي (٣٢٧٣) وقال: قد روى غير واحد هذا الحديث عن الحارث بن حسان، ويقال له: الحارث بن يزيد. والظاهر أن زيادة «ورسوله» من أخطاء زيد بن حُبَاب. وقد قال فيه الإمام أحمد: صاحب حديث، كَيِّس. ومرة: كان صدوقًا، ولكن كان كثير الخطأ. ومما يؤيد ذلك أن ابن عُيينة تابع عفان بدون الزيادة، لكنه خالفه في السند فقال: (رجل من ربيعة) بدل (الحارث بن حسان). أخرجه الترمذي (٣٢٧٣). وتابع سَلَّامًا أبا المنذر بدونها وبإسقاط أبي وائل - أبو بكر بن عياش، أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٣٦٢٩) وفي «العظمة» (٨٢١). وقال الحازمي في «الفيصل في مشتبه النسبة» (١/ ٢٨٧): واختُلف في حديثه: منهم مَنْ يقول: (أبو وائل عنه) ومنهم مَنْ يقول: (عاصم بن بهدلة عن الحارث) لا يُذْكَر فيه أبو وائل، والصحيح إثباته. ووافقه ابن كَثير في «البداية والنهاية» (٧/ ٣٤٥). وسَلَّام أبو المنذر قال فيه البخاري: أحفظ لحديث عاصم من حماد بن زيد. وعاصم مُختلَف فيه، وأرى تحسين حديثه. بينما خالفني شيخنا أبو عبد الله العدوي حفظه الله، فقال: عاصم لا أراه يَتحمل المتن. وأخرجه أبو نُعيم في «معرفة الصحابة» (٢٠٩٣) من طريق سِمَاك بن حرب، عن الحارث بن حسان، نحوه. وقال ابن كَثير في «تفسيره» (٧/ ٢٨٦): وَقَدْ وَرَدَ حَدِيثٌ فِي قِصَّتِهِمْ، وَهُوَ غَرِيبٌ جِدًّا مِنْ غَرَائِبِ الْحَدِيثِ وَأَفْرَادِهِ. وحَسَّنه العَلَّامة الألباني في «الضعيفة» (١/ ١٢٢). تنبيه: قد وردت الاستعاذة بالمخلوق فيما يَقدر عليه في عدد من النصوص، منها ما أخرج مسلم (١٦٥٩): عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، أَنَّهُ كَانَ يَضْرِبُ غُلَامَهُ، فَجَعَلَ يَقُولُ: أَعُوذُ بِاللهِ! قَالَ: فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ، فَقَالَ: أَعُوذُ بِرَسُولِ اللهِ! فَتَرَكَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «وَاللهِ لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ» قَالَ: فَأَعْتَقَهُ. وأخرج مسلم (١٦٥٩): عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ امْرَأَةً مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ سَرَقَتْ، فَأُتِيَ بِهَا النَّبِيُّ ﷺ، فَعَاذَتْ بِأُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «وَاللهِ لَوْ كَانَتْ فَاطِمَةُ لَقَطَعْتُ يَدَهَا» فَقُطِعَتْ. وأخرج مسلم (٢٨٨٢): «يَعُوذُ عَائِذٌ بِالْبَيْتِ، فَيُبْعَثُ إِلَيْهِ بَعْثٌ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ خُسِفَ بِهِمْ».